رياض الجنه الادارة
عدد المساهمات : 1994 تاريخ التسجيل : 07/04/2011 العمر : 55
| موضوع: واضعى علم التوحيد & فوائد التوحيد الأربعاء أبريل 27, 2011 3:47 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع معاً ما بدأناه الباب الأول الفصل الأول المبحث السادس: واضع علم التوحيد
لاشك أن التوحيد جاءت به الرسل والأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، وأما علم التوحيد فقد مر في وضعه وتدوينه بطورين:
أولهما: طور الرواية (ما قبل التدوين)، والثاني: طور التدوين والاستقرار. وهذه لمحة عن كلتا المرحلتين: أولا: طور الرواية ................ لم يكن الرعيل الأول من الصحابة رضي الله عنهم بحاجة إلى التدوين في العلوم الشرعية،فقد كانوا يتلقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيين، "ويوردون عليه ما يشكل عليهم من الأسئلة والشبهات فيجيبهم عنها بما يثلج صدورهم، وقد أورد عليه من الأسئلة أعداؤه وأصحابه،أعداؤه للتعنت والمغالبة،وأصحابه للفهم والبيان وزيادة الإيمان(زاد الميعاد لابن القيم 1250/3).
وكل ذلك رواه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم لمن بعدهم،فكانت مسائل الاعتقاد محفوظة في أذهانهم،مستدلاً عليها بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم،ولم يقع بينهم اختلاف في شأن العقيدة؛ بل اجتمعوا على عقيدة صحيحة، سالمة نقية خالية من كل شوب،فكانوا "أقرب إلى أن يوفقوا إلى الصواب من غيرهم بما خصهم الله به من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم، وتقوى الرب،فالعربية طريقتهم وسليقتهم، والمعاني الصحيحة مركوزة في فطرهم وعقولهم.. علموا التنزيل وأسبابه، والتأويل وآدابه، وعاينوا الأنوار القرآنية، والأشعة المصطفوية، فهم أسعد الأمة بإصابة الصواب، وأجدرها بعلم فقه السنة والكتاب". (اعلام الموقعين لابن القيم)(148/4-150)بتصرف. لأجل هذا لم يكن الصحابة رضوان الله عليهم بحاجة إلى تدوين علم التوحيد أو تصنيف كتب فيه.
ثانيا: طور التدوين .............. وبدأ هذا في حياة التابعين،وإن وقعت في زمنه صلى الله عليه وسلم صور منالكتابة والتدوين، حيث إبتدأ ذلك الإمام الزهري رحمه الله تعالى، ثم شاع ذلك في النصف الأول من القرن الثاني الهجري كما فعل الإمام مالك في الموطأ ،حيث رتبت الأحاديث على أبواب تتعلق بالتوحيد مثل: باب الإيمان، وباب التوحيد، وباب العلم، الخ.. ولعل هذا التبويب للأحاديث كان النواة الأولى في استقلال كل باب فيما بعد بالتصنيف والبحث. ومما أوقد جذوة التدوين ما وقع في آخر زمن الصحابة من بدع واختلاف في العقيدة، كما في مسألة القدر، وكان أول من تكلم به معبد الجهني (ت:80هـ)، ومسألة التشيع والغلو في آل البيت، وفتنة عبد الله بن سبأ، كما وقعت من قبل بدعة الخوارج وصرحوا بالتكفير بالذنوب، وبعد ذلك نشأ مذهب المعتزلة على يد واصل بن عطاء (ت:131هـ)، وصنف في مسائل من العقيدة ما خالف به الصحابة والتابعين،وخرج على إجماع خير القرون في الاعتقاد، فتصدى له التابعون بالرد عليه والمناظرة في هذه المسائل، ثم بدأ التصنيف في عقيدة أهل السنة حين أصبح ضرورة لابد منها لنفي تأويل المبطلين، ورد انحراف الغالين،وكان أول مدون عرفناه في العقيدة-على هذا النحو- هو كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة رحمه الله (ت:150هـ)، رواه أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي،كما رواه حماد بن أبي حنيفة– وإن قيل إنه من وضع أبي مطيع البلخي– حدد فيه أبو حنيفة عقائد أهل السنة تحديدا منهجيا ورد فيه على المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والشيعة، واشتمل على خمسة أبواب- في أتم رواياته-: الأول في القدر، والثاني والثالث في المشيئة، والرابع في الرد على من يكفر بالذنب، والخامس في الإيمان، وفيه حديث عن الأسماء والصفات،والفطرة،وعصمة الأنبياء،ومكانة الصحابة، وغير ذلك من مباحث العقيدة.
فلو قال قائل:إن واضع علم التوحيد –بمعنى أول من وضع مؤلفا خاصاً في الفن من أهل السنة–هو الإمام أبو حنيفة؛ لكان صادقا ولم يبعد عن الصواب، "وإن كان قد قيل:إن واضعه الإمام مالك بن أنس،وأنه ألف فيه رسالة،وقيل أيضا أنه لما كثرت الفتن أمر المنصور بوضع كتب لإزالتها والرد عليها". (اللؤلؤ المنظوم فى مبادىء العلوم لمحمد أبى عليان الشافعى ص237).
كما ثبت أن الإمام ابن وهب رحمه الله (ت:197هـ) وضع كتابا في القدرعلى طريقة المحدثين في جمع الأحاديث وإن كان دون تبويب. ولقد نسب كتاب بنفس اسم الفقه الأكبر للإمام الشافعي رحمه الله (ت:204هـ)، تناول فيه مسائل الاعتقاد مسألة مسألة،ورد على الفرق المخالفة في ثنايا كلامه، إلا أن نسبة الكتاب إلى الإمام الشافعي غير موثقة،فقد قال حاجي خليفة في كشف الظنون:"..لكن في نسبته إلى الشافعي شك،والظن الغالب أنه من تأليف بعض أكابر العلماء". ( كشف الظنون لحاجى خليفة 1287/2).
ثم تتابع التأليف بعد أبي حنيفة في علم التوحيد ولكن بأسماء مختلفة لهذا العلم. فمن أول ذلك كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت:224هـ)، وتبعه على هذا كثيرون إلى يوم الناس هذا، كما ظهر مصطلح السنة للدلالة على ما يسلم من الاعتقادات، واشتهر ذلك زمن الإمام أحمد رحمه الله،ومن الكتب المصنفة باسم السنة، كتاب السنة لابن أبي شيبة رحمه الله (ت:235هـ) والسنة للإمام أحمد رحمه الله (ت:240هـ) وغير ذلك، ثم ظهر مصطلح التوحيد في مثل كتاب التوحيد لابن سريج البغدادي رحمه الله (ت:306هـ)، وكتاب التوحيد لابن خزيمة رحمه الله (ت:311هـ)، وواكب ذلك ظهور مصطلح أصول الدين،ثم ظهر التأليف باسم العقيدة أوائل القرن الخامس الهجري، واستقرت حركة التصنيف ومنهج التأليف، واستقل علم التوحيد علماً متميزا عن غيره بلقب ومنهج مخصوص. وأخيرا فإن فيما سبق بيانه رد على من زعم –من الأشاعرة والماتريدية– أن واضعي علم التوحيد هما: أبو الحسن الأشعري (ت:324هـ)، وأبو منصور الماتريدي (ت:333هـ)، حيث سبقا بتآليف كثيرة كتبت على منهج أهل الحديث،أهل السنة والجماعة. المصدر:علم العقيدة عند اهل السنة والجماعة لمحمد يسرى-ص207
..................................
المبحث السابع: فوائد التوحيد
التوحيد له فضائل عظيمة ، وآثار حميدة ، ونتائج جميلة ، ومن ذلك ما يأتي:
- خير الدنيا والآخرة من فضائل التوحيد وثمراته.
- التوحيد هو السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة، يدفع الله به العقوبات في الدارين،ويبسط به النعم والخيرات.
- التوحيد الخالص يثمر الأمن التام في الدنيا والآخرة،
قال الله عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام:82].
- يحصل لصاحبه الهدى الكامل،والتوفيق لكل أجر وغنيمة.
- يغفر الله بالتوحيد الذنوب ويكفر به السيئات،
ففي الحديث القدسي عن أنس رضي الله عنه يرفعه: "يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة" رواه الترمذى(3450).وقال:غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وصححه ابن القيم فى (اعلام الموقعين 204/1) وقال ابن رجب:إسناده لا بأس به، وصححه الألبانى فى(صحيح سنن الترمذى).
- يدخل الله به الجنة،
فعن عبادة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه،وأن الجنة حق، وأن النار حق،أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" رواه البخارى(3435)،ومسلم(28)، وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:"من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة". رواه البخارى(3435)،ومسلم(28).
- التوحيد يمنع دخول النار بالكلية إذا كمل في القلب،
ففي حديث عتبان رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: "...فإن الله حرم على النار من قال:لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله". رواه البخارى(425)،ومسلم(33).
- يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى حبة من خردل من إيمان.
عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: "..أخرجوا من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.." رواه البخارى(23)،ومسلم(184).
- التوحيد هو السبب الأعظم في نيل رضا الله وثوابه، وأسعد الناس بشفاعة محمد صلّى الله عليه وسلّم: "من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه". رواه البخارى(99)،من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.
- جميع الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها، وفي ترتيب الثواب عليها على التوحيد،فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
- يُسَهِّل على العبد فعل الخيرات،وترك المنكرات،ويسلِّيه عن المصائب، فالموحد المخلص لله في توحيده تخف عليه الطاعات؛ لِمَا يرجو من ثواب ربه ورضوانه،ويهوِّن عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي؛ لِمَا يخشى من سخط الله وعقابه.
- التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكرَّه إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
- التوحيد يخفف عن العبد المكاره،ويهوِّن عليه الآلام، فبحسب كمال التوحيد في قلب العبد يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة،وتسليمٍ ورضًا بأقدار الله المؤلمة، وهو من أعظم أسباب انشراح الصدر.
- يحرِّر العبد من رِقّ المخلوقين والتعلُّقِ بهم، وخوفهم ورجائهم، والعمل لأجلهم، وهذا هو العزُّ الحقيقي، والشرف العالي، ويكون مع ذلك متعبدًا لله لا يرجو سواه، ولا يخشى إلا إيَّاه، وبذلك يتمُّ فلاحه، ويتحقق نجاحه.
- التوحيد إذا كمل في القلب، وتحقَّق تحققًا كاملاً بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمل العبد كثيرًا،وتضاعف أعماله وأقواله الطيبة بغير حصر، ولا حساب.
- تكفَّل الله لأهل التوحيد بالفتح، والنصر في الدنيا،والعز والشرف،وحصول الهداية،والتيسير لليسرى،وإصلاح الأحوال،والتسديد في الأقوال والأفعال.
- الله عز وجل يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة، ويمنُّ عليهم بالحياة الطيبة،والطمأنينة إليه،والأُنس بذكره.
قال العلامة السعدي رحمه الله:"وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة،والله أعلم".(القول السديد -ص26) وقال ابن تيمية رحمه الله:"وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله تعالى، والتقرب إليه بما يحبه،ولا تتم محبة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا حقيقة لا إله إلا الله"(مجموع الفتاوى 32/28). المصدر:نور التوحيد وظلمات الشرك لسعيد بن على بن وهف القحطانى -ص14
- أنه أكبر دعامة للرغبة في الطاعة؛ لأن الموحد يعمل لله سبحانه وتعالى؛ وعليه، فهو يعمل سراً وعلانية، أما غير الموحد؛ كالمرائي مثلاً، فإنه يتصدق ويصلي،ويذكرالله إذا كان عنده من يراه فقط، ولهذا قال بعض السلف: إني لأود أن أتقرب إلى الله بطاعة لا يعلمها إلا هو.
- أن الموحدين لهم الأمن وهم مهتدون؛ كما قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام:82]. المصدر:القول المفيد على كتاب التوحيد لمحمد بن صالح بن عثيمين -75/1
ومن أجل فوائده – أي:التوحيد - أنه يمنع الخلود في النار. إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل. وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية. ومنها:أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة ومنها:أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه،وأن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال:لا إله إلا الله خالصا من قلبه. المصدر:القول السديد فى مقاصد التوحيد لعبد الرحمن بن سعدى-ص23
عدل سابقا من قبل عائشة في السبت يوليو 23, 2011 4:05 am عدل 1 مرات | |
|
@اسـيـ،ر~الـ،ح،ـيـات@ عضو سوبر
عدد المساهمات : 78 تاريخ التسجيل : 11/05/2011
| موضوع: رد: واضعى علم التوحيد & فوائد التوحيد الأحد مايو 15, 2011 11:11 am | |
| جزاك الله الف خير على هدا الموضوع المتميز | |
|