من أنا
الحمدلله الذي تواضع كل شئ لعظمته} {الحمدلله الذي استسلم كل شئ لقدرته} {الحمدلله الذي ذل كـل شـئ لعزته} {الحمدلله الذي خضـع كل شئ لملكه
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
" كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال :
( يا غلام إني أُعلمك كلمات :
احفظ الله يحفظك
احفظ الله تجده تجاهك
إذا سأَلت فاسأَل الله
وإذا استعنت فاستعن بالله
واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء
لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء
لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك
رفعت الأقلام وجفت الصحف ) .
رواه الترمذي وقال :" حديث حسن صحيح " .
قوله صلى الله عليه وسلم :
( احفظ الله تجده تجاهك ) :- وفي رواية أمامك ..
يعني : أن من حفظ الله وراعى حقوقه وجد الله معه في كل أحواله ،
فحيث توجه يحوطه الله وينصره ويحفظه ويوفقه ويسدده .
* قال تعالى لموسى وهارون ( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ) .
* وقال عليه السلام لأبي بكر رضوان الله عليه
وهما في الغار : ( لا تحزن إن الله معنا ) .
-----
* المعية الخاصة والمعية العامة .
-----
1- المعية الخاصة : تقتضي النصر والتأييد والحفظ والإعانة ..
وهي تقتضي حفظ العبد بنصره ..
فمن حفظ الله وجده أمامه واستغنى به عن خلقه ..
2- المعية العامة : تقتضي علمه واطلاعه ومراقبته لعباده ..
وهي لتخويف العباد منه ..
قيل للبعض : ألا تستوحش وحدك ؟؟
قال : كيف أستوحش ؟؟ والله يقول : أنا جليس من ذكرني .
وقيل لآخر : نرك وحدك ؟ فقال : من يكن الله معه كيف يكون وحده ؟؟
وقيل لآخر : أما معك مؤنس ؟؟ قال بلى ،
قيل :أين هو؟؟
قال: أمامي ومعي وخلفي
وعن يميني وعن شمالي وفوقي -1
قال تعالى {وهو معكم أينما كنتم }
أي مطلع عليكم شهيد عليكم ، ومهيمن ومحيط وعالم بكم ،
وهذا معنى قول السلف: إنه معكم بعلمه وإحاطته -2-
----
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى
فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا -3
----
وعند النزول إلى معترك الحياة والعمل
يجب ألا نعتمد على مواهبنا ولا على قدراتنا اعتمادا كليا .
كما و يجب ألا نركن إليها مهما تعاظمت أو تكاملت .
بل يجب علينا أن نتعلم كيف نمزج هذه القدرات
وهذه المواهب بمعية الله الواهب .
يجب علي كل باحث عن التميز
أن يتقن فن استجلاب معية الله له في كل أعماله .
يجب على كل من أراد الكسب أو السبق أو الفوز أو النصر
أن يتعلم كيف يستجلب تلك المعية الإلهية
له في كل أعماله صغرت تلك الإعمال أو كبرت .
فلا حول ولا طول ولا نصر ولا كسب
ولا نجاح ولا فلاح إلا بالله العلي العظيم
وكان هذا هو هدي رسولنا صلي الله عليه وسلم في الأمور كلها .
فكان صلي الله عليه وسلم يتقن هذا الآمر أيما إتقان .
فكان إذا ما انتهي من مرحلة استغلال الإمكانات المتاحة أمامه
و المواهب والقدرات المتوافرة تحت يديه ,
حتى يبدأ في مرحلة استجلاب معية الله .-4
----
المصادر
----
1-المرجع : وصية الحبيب – يا محب الحبيب \
شرح ابن رجب الحنبلي\تحقيق أشرف بن عبد المقصود .
2- من فتوى ل د.عبد الله سمك
3- اية 69 سورة الاحزاب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]