منتديات دين ودنيا
منتديات دين ودنيا
منتديات دين ودنيا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات دين ودنيا

سياسى دينى متميز
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم استغفر الله العظيم واتوب اليه

 

 استقبال شهر رمضان 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رياض الجنه
الادارة
رياض الجنه


عدد المساهمات : 1994
تاريخ التسجيل : 07/04/2011
العمر : 55

استقبال شهر رمضان 3 Empty
مُساهمةموضوع: استقبال شهر رمضان 3   استقبال شهر رمضان 3 Emptyالسبت يونيو 11, 2011 10:12 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى
رضوانه ، صلوات ربي عليه وعلى آله وأصحابه والأنبياء إخوانه ، وسلم تسليماً
كثيراً . . . أما بعد :



فيا أيها المسلمون : اتقوا الله ، واشكروه على أن بلغكم شهر رمضان أفضل شهور
العام ، لأن الله سبحانه وتعالى إختصّه بأن جعل صيامه فريضة وركناً رابعاً من
أركان الإسلام ، ومبنىً من مبانيه العظام ، قال صلى الله عليه وسلم " بُني
الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلاّ الله وان محمداً رسول الله وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت " [ متفق عليه ] . وقد فُرض صيام
شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة .
فصيام شهر رمضان واجب بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين .
ولقد فرض الله سبحانه وتعالى على عباده صيام شهر رمضان وسنّ النبي صلى الله
عليه وسلم قيام لياليه ، لأن فيها ليلة عظيمة خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة
وثلاثة أشهر تقريباً .
قال صلى الله عليه وسلم " أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم
صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة
الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حُرم " [ رواه
النسائي وصححه الألباني ] .
وفي الحديث المتفق على صحته قال صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان إيماناً
واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له
ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من
ذنبه ".
فينبغي على المسلم أن يستقبل هذا الشهر العظيم بالغبطة والفرح والسرور ، والحمد
وشكر الرب الغفور ، الذي وفقه لبلوغ شهر رمضان وجعله من الأحياء الصائمين
القائمين الذين يتنافسون فيه بصالح الأعمال ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه
وسلم يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول " جاءكم شهر رمضان شهر بركة ، يغشاكم
الله فيه ، فينزل الرحمة ، ويحط الخطايا ، ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلى
تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من
حُرم فيه رحمة الله " ] رواه الطبراني في الكبير ] .
إنه شهر عظيم الخيرات ، كثير البركات ، فيه فضائل عديدة وفوائد جمّة ، ينبغي
للمسلم أن يغتنمها ويقتنصها ، قال صلى الله عليه وسلم " إذا كانت أول ليلة من
رمضان فُتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب ، وغُلقت أبواب جهنم فلم يُفتح
منها باب ، وصُفدت الشياطين ، وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي
الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " ] رواه البخاري ومسلم والترمذي
وغيرهم ] .
وقال صلى الله عليه وسلم ، يقول الله تعالى " كل عمل ابن آدم له ، الحسنة بعشر
أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه
من أجلي ، للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم
الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " ] متفق عليه ] .
وقال صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة باباً يُقال له الريّان يدعى يوم
القيامة يقال : أين الصائمون ؟ ، فمن كان من الصائمين دخله ، ومن دخله لم يظمأ
أبداً " ] رواه البخاري ومسلم واللفظ لابن ماجة ] .



إن شهراً هذه عطاياه وبركاته ، وهذه منحه وهباته لحريٌّ بكل مسلم أن يستقبله
بفعل الخيرات والطاعات واجتناب المحرمات والمنهيات وأن يُقبل على ربه سبحانه
بالتوبة النصوح وأن يرد المظالم إلى أهلها ، وأن يحذر الظلم لأن الظلم ظلمات
يوم القيامة ، ومن ذلك ظلم النفس والزوجة والأولاد ، والعمال والخدم والأجراء ،
قال صلى الله عليه وسلم : " من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء
فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ
منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " ( رواه
البخاري ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد
أوجب الله له النار ، وحرم عليه الجنة ، فقال رجل : وإن كان شيئاً يسيراً
يارسول الله ؟ فقال ، وإن كان قضيباً من أراك " ( رواه مسلم ) ، فاحذروا أيها
المسلمون من عاقبة الظلم والحيف والجور ، فإن العاقبة وخيمة ، والخاتمة سيئة ،
وعلى المسلم أن يبرئ نفسه من كل ذنب ومعصية ، وأن ينتهز هذه الفرصة العظيمة في
شهر رمضان المبارك ، فيجتهد في العبادة حتى يألفها مدى عمره وطول أجله .
وعلى العبد أن يُجاهد نفسه فيمنعها ممّا حرم الله عليه من الأقوال والأعمال ،
لأن المقصود من الصيام هو التقوى وطاعة المولى ، وتعظيم حرماته تبارك وتعالى ،
وكسر هوى النفس ، وتعويدها على الصبر لأن الصبر ضياء وأجر عظيم ومثوبة كبرى .



وليس المقصود من الصيام مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات فقط . ولهذا
قال الله جل وعلا : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين
من قبلكم لعلكم تتقون "، وممّا يجب على المؤمن في شهر رمضان وغيره وفي رمضان
آكد ، أن يحفظ لسانه عن الغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض المسلمين ، لأن ذلك
مُذهب لأجر الصيام . . قال الله تعالى في تحريم الغيبة والنميمة " ولا يغتب
بعضكم بعضاً أيُحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ". قال الله تعالى في
تحريم الغيبة والنميمة " ولا يغتب بعضكم بعضاً أيُحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه
ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم " ، وقال صلى الله عليه وسلم "
من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ منه كفّر ما قبله " ]
رواه الإمام أحمد ]، وقال صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة نمّام " . وقال
صلى الله عليه وسلم " ما صام من ظلّ يأكل لحوم الناس " ] رواه ابن شيبة 2 / 273
] . وقال صلى الله عليه وسلم " الصيام جنّة فإذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث
ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنيّ صائم " [ رواه البخاري ] .
وقال عليه الصلاة والسلام " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ، فليس لله
حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " [ رواه البخاري ] .
وقال جابر بن عبدالله " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع
أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء " [ رواه
ابن شيبة 2 / 272 ] .



هكذا ينبغي للمسلم أن يستقبل شهر رمضان بالفرح والسرور والاستبشار وغض الطرف عن
الخلافات والبعد عن المغالطات .
إن مواسم الخير كثيرة وقد لا تتكرر وقد لا يُدركها الإنسان كل عام ،فكم هم
الذين صاموا معنا في الأعوام السابقة ثم فقدناهم في هذا العام ، أتاهم هادم
اللذات ومفرق الجماعات ، فهم تحت أنقاض التراب لا أنيس ولا جليس إلا ما قدموه
من الأعمال ، فإن كانت خيراً فهنيئاً وسعادة ، وإن كانت غير ذلك فلا يلومن
صاحبها إلا نفسه ، فالموت آت لا محالة ، فتزودوا من الأعمال الصالحة ما يكون
أزكى لكم عند ربكم ، واغتنموا هذه الفرص الثمينة واستثمروها في الطاعة .



وعلى المسلم أن يحرص في هذا الشهر الكريم أن يبرّ والديه وأن يصل رحمه ، فهذا
هو موسم الصفاء والإخاء ، ونبذ البغضاء وترك الشحناء ، فالقطيعة بين عموم
المسلمين محرمة ، وبين الأقارب والأرحام والجيران أشد حرمة ، قال تعالى : " فهل
عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله
فأصمهم وأعمى أبصارهم " ، وقال الله تعالى : " إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين
أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن
يبسط له في رزقه ـ أي يوسع له ويبارك له فيه ـ وينسأ له في أثره ـ أي يؤخر له
في عمره ويزاد له فيه ـ فليصل رحمه " ( متفق عليه ) ، وقال صلى الله عليه وسلم
: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ،
وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " ( متفق عليه ) وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يحل
لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار " ( رواه أبو
داود بإسناد على شرط البخاري ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : " من هجر أخاه سنة
فهو كسفك دمه " ( رواه أبو داود بإسناد صحيح ) ، فهذا تشبيه بليغ منه صلى الله
عليه وسلم للمتهاجرين والمتقاطعين والمتباغضين ، بأن جرمهم هذا من أعظم الجرم ،
وأكبر الذنب ، فهو كقتل النفس البريئة ، وهذا من اكبر الكبائر ، وأعظم العظائم
، فكذلك الهجران كبيرة وعظيمة ، وقال صلى الله عليه وسلم : " تعرض الأعمال في
كل اثنين وخميس ، فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً ، إلا امرءاً بينه
وبين أخيه شحناء ، فيقول : أنظروا هذين حتى يصطلحا " ( رواه مسلم ) ، فاتقوا
لله عباد الله وأصلحوا ذات بينكم ، وصلوا أرحامكم ، وتجاوزوا عن زلات غيركم
يرضى عنكم مولاكم ، وتدخلوا جنة ربكم .



وعلى المسلم أن يُحسن إلى جيرانه ويتعاهدهم بالزيارة والنصح والتوجيه والإرشاد
، فهو في شهر الجِنان والبعد عن النيران ، شهر الإقبال على الحسنات والطاعات
والبعد عن السيئات والمعصيات .
وعلى المؤمن أن يكثر فيه من أعمال البر والخير ، وقراءة القرآن بتعقل وتدبر ،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإكثار من الباقيات الصالحات من تسبيح
وتحميد وتهليل وتكبير . قال صلى الله عليه وسلم " من تقرب فيه _ في رمضان _
بخصلة من خصال الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه ، ومن أدّى فيه فريضة كان
كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه " ] رواه ابن خزيمة وفيه مقال ] .



شهر رمضان شهر الخير والبركات والعِبر والعظات ، شهر يستبشر بقدومه المسلمون في
كل مكان ، لما فيه من حُسن الجزاء وعظيم العطاء ، ولما فيه من عظيم المثوبة ،
قال صلى الله عليه وسلم " شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار "
.



شهر رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن وشهر العتق من النيران ، وشهر
الغفران ، شهر الصدقات والإحسان ، الشهر الذي تقال فيه العثرات وتجاب فيه
الدعوات ، وتُرفع فيه الدرجات ويزاد في الحسنات وتغفر فيه السيئات .



شهر رمضان شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع العبادات والكرامات ،
ويُجزل الله سبحانه فيه لأوليائه العطايا ، ويعفو فيه عن الرزايا .



فينبغي على المسلمين تعظيمه بالنية الصالحة والإجتهاد في حفظ الصيام والقيام
والمسابقة إلى الخيرات ، ليفوز المسلم بالكرامة والأجر العظيم .
وينبغي على المؤمن أن يحفظ صومه من الأوزار والآثام .



ولا شك أن أعظم شيء يقضي فيه الإنسان وقته هو طلب العلم الشرعي ، لما للعلم من
منزلة عظيمة ومكانة كبيرة عند الله تعالى ، فالعلماء هم ورثة الأنبياء ، ولهذا
امتدح الله عز وجل العلم ورفع مكانة أهله ، وأجلّ قدرهم ، قال تعالى " يرفع
الله الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات " ، وقال تعالى " قل هل يستوي
الذين يعلمون والذين لا يعلمون " ، وجاءت الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي
صلى الله عليه وسلم الدالة على فضل طلب العلم وشرف أهله وما لهم عند الله من
النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول ، فقال صلى الله عليه وسلم " من سلك
طريقاً يطلب فيه علماً ، سلك الله به طريقاً إلى طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع
أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن
في الأرض ، والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة
البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا
ديناراً ولا درهماً ، إنما ورثّوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " [ رواه أحمد
وأهل السنن وهو في صحيح الجامع ] . لذا كان لزاماً على المسلم تعلم العلم
الشرعي الذي
تقوم به حياته ، وأهم ذلك أركان الإسلام الخمسة ، ليعرف الحلال والحرام ، فيكون
للحلال مُقداماً ، وللحرام محجاماً .



طلب العلم الشرعي فريضة على كل مسلم كي يميز بين الخير والشر ، فيقوم بفعل
الطاعات وإجتناب المعصيات ، يكون سداً منيعاً في وجه الأهواء والشهوات والشبهات
، بالعلم الشرعي يعبد الإنسان ربه على نور وبصيرة .



ولكن مع تقدم الحضارة ، وإنهماك الناس في ملذات الحياة ، تركوا طلب العلم
الشرعي ، وأقبلوا على طلب الحياة الفانية ، فأصبح العلم غريباً بين الناس ، بل
أبسط الأحكام الشرعية التي يجب على المسلم تعلمها ، أصبحت تمثل عقبةً عظيمةً
أمام الكثير منهم ، وكل ذلك بسبب الجهل والغفلة المهلكة التي يعيشها الكثير منا
.
قال ابن القيّم رحمه الله " كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة
العلم ، وكل ما كان فيه من ذم للعبد فهو من ثمرة الجهل " .



وبما أن الصيام ركن عظيم من أركان الإسلام ، وقد تخفى كل أحكامه أو أكثرها عن
الكثير من المسلمين فهذه جملةً من أحكام الصيام التي يحتاجها المسلم في يومه
وليلته :

1_

بدء صيام اليوم ونهايته : يتبين هذا الأمر واضحاً بأدلته الشرعية من الكتاب
والسنة ، فاماّ من الكتاب فقوله تعالى " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط
الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم اتموا الصيام إلى الليل " ، ومن السنة
مارواه ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
الفجر فجران ، فاماّ الأول لا يُحرم الطعام ، ولا يُحل الصلاة ، وأماّ الثاني ،
فإنه يُحرم الطعام ، ويُحل الصلاة " [ رواه ابن خزيمة والحاكم والدار قطني
والبيهقي بإسنادٍ صحيح ] .
1_ الفجر الكاذب : وهو البياض المستطيل الساطع المُصَعّد كذنب السرحان ، فهذا
الفجر لا يحل صلاة الصبح ، ولا يحرم الطعام على الصائم .
2_ الفجر الصادق : وهو الأحمر المستطير المعترض على رؤوس الشِعاب والجبال ،
المنتشر في الطرق والسكك والبيوت ، فهذا الفجر هو الذي يحل صلاة الفجر ، ويحرم
الطعام على الصائم ، وهو الذي تتعلق به أحكام الصيام والصلاة ، فإذا ظهر ضوء
الفجر واعترض في الأُفق على الشِعاب ورؤوس الجبال ، وكأنه خيط أبيض ، وظهر من
فوقه خيط أسود هو بقايا الظلام الذي ولّى مدبراً ، فهذا هو الفجر الصادق الذي
دلّت عليه الآية السابقة .

2-

يتعين على الصائم أن يتحرى غروب الشمس ، ليحفظ صومه من البطلان ، ويظهر ذلك
واضحاً جليًّا في قوله صلى الله عليه وسلم " إذا أقبل الليل من ها هنا ، وأدبر
النهار من ها هنا ، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم " [ رواه البخاري ومسلم ] .

فإذا غاب قرص الشمس كاملاً وظهر أول الظلام فقد أفطر الصائم .
والعبرة ببدء الصوم وانتهائه الرؤية البصرية ، لأنها هي السنة التي جاءت عن
المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى .



أماّ الإعتماد على التقاويم التي هي من صنع المنجمين أو إستعمال الآلات
والحسابات الفلكية ، فهذا فيه بعدٌ عن الدين واتباع للمنحلّين ، مما ظهر أثره
واضحاً على المسلمين من إبتعادهم عن سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وأمره بالصوم
والفطر على الرؤية لا على غيرها ، مماّ زاد الشر بين المسلمين ، وقل فيهم الخير
، فهذه التقاويم من صنع البشر ، ومعلوم أن الإنسان بطبيعته كثير الزلل والخطأ .
قال صلى الله عليه وسلم : " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم
فاقدروا له " أي أكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً .



فهذه المفكرات والتقاويم لا تخلوا من تقديم أو تأخير أو تضارب يقع معه المسلم
في حيرةٍ من أمر دينه ، وأمر صومه وفطره ، فعلى المسلم أن يتحرى غروب الشمس
الكامل للإفطار ، وهذه هي السنة التي يجب علينا معاشر المسلمين التمسك بها
والعض عليها بالنواجذ .



وصونوا شهركم عما حرم الله عليكم ، فهذا الشهر العظيم سيكون شاهداً لكم أوعليكم
، فإن بعض الناس يزيد شره في شهر رمضان عن غيره ، لأنهم لا يعرفون له حرمة ،
ولا يقدرون له قيمة ، فتجد أحدهم جيفة بالنهار بلا عبادة ولا طاعة ، وفي الليل
سهر على القيل والقال ، ومشاهدة المسلسلات المحرمة ، واستماع للأغاني الماجنة ،
أو لعب للورق والقمار ، فلا صلاة ولا قيام لله الواحد القهار ، ومن الشباب من
عكف على التسكع في الشوارع والجلوس على الأرصفة ، إنها أحوال يندى لها الجبين ،
ويشيب منها الجنين ، فسبحان الله العظيم الذي يمهل ولا يهمل .
ولقد من الله عليكم معاشر المسلمين بصلاة عظيمة في هذا الشهر العظيم ، صلاة لم
تعهد ولم تعرف إلا في شهر رمضان المبارك ، إنها صلاة التراويح ، وهي سنة مؤكدة
سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى
الله عليه وسلم صلى في المسجد ـ صلاة التراويح ـ فصلى بصلاته ناس ، ثم صلى
الثانية فكثر الناس ثم اجتمعوا في الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبح قال : رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من
الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان " ( متفق عليه ) ،
فصلاة التراويح سنة مؤكدة مجمع عليها بين علماء المسلمين ، لا ينبغي للمسلم
الصادق تركها ، ويكون أداؤها في بيوت الله مع جماعة المسلمين لما في ذلك من
الأجر العظيم ، والخير العميم ، قال صلى الله عليه وسلم : " من قام مع الإمام
حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة " وصلاة التراويح في جماعة من فعل النبي صلى
الله عليه وسلم ، وفعل أصحابه رضوان الله عليهم ، وفعل السلف والخلف من أمة
الإسلام ، فلا ينبغي للمسلم ترك هذه السنة العظيمة التي أجمع عليها أهل هذا
الدين العظيم .
وليس لصلاة التراويح عدد معين من الركعات فللإمام أن يصلي ما شاء من الركعات ،
وأفضل ذلك الاقتصار على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة ، وعلى الجميع أن يخلصوا
النية وأن يصبروا على أداء هذه العبادة العظيمة محتسبين في ذلك عظيم الأجر ،
وجزيل الثواب عند الله تعالى فما هي إلا أياماً معدودة ويودع الجميع هذا الشهر
الكريم داعين الله تعالى أن يتقبله منهم وسائر أعمالهم ، فأروا الله من أنفسكم
خيراً ، وجاهدوا أنفسكم واصبروا على طاعة ربكم ومليككم جلت قدرته وتقدست أسماؤه
.



وعلى الأئمة أن يتقوا الله تعالى في هذه الصلاة ، فلا ينقرونها نقر الغراب ،
ولا يختلسونها اختلاس الشيطان ، بل الواجب عليهم أن يطمئنوا فيها وأن يخشعوا في
أدائها ، ويجب عليهم أن يتوانوا فيها ليدركهم من خلفهم ، ولا يكن هم أحدهم جلب
الناس وحب الشهرة وذياع الصيت على حساب ضياع الواجب في هذه الصلاة فضلاً عن
الركن فيها ، وعلى المأموم إن وجد من إمامه سرعة ونقراً للصلاة أن يناصحه في
ذلك الأمر فإن استجاب فالحمد لله وكفى ، وإن عاند رفع أمره إلى الجهات المختصة
، ولا بد أن تترك الصلاة خلفه حتى يعود إلى رشده ، ويراجع دينه ، ويتقي الله
أثناء الوقوف بين يديه ، فلا يهد الصلاة هداً ، ولا يكن همه آخر الصلاة .



عباد الله - لقد أضلكم شهر الجود والخير والصدقة والإنفاق ، فلكم في نبيكم صلى
الله عليه وسلم خير المثل ، وأحسن القدوة ، وخير الأسوة ، فلقد كان أجود بالخير
من الريح المرسلة ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فهاهو رمضان يطل عليكم بعد
غيبة عام كامل ، ووالله لا يدري الإنسان هل يدركه كله أم يتركه كله ، فأروا
الله من أنفسكم خيراً ، فالصدقة فيه مضاعفة ، والإنفاق فيه هو يخلفه ، وإياكم
والشح والبخل ، فإنه أهلك من كان قبلكم ، فالبخيل بعيد عن الله ، بعيد عن الجنة
، قرين الشيطان ، وقريب من النار ، فعلى المسلم أن يتعاهد إخوانه الفقراء
والمحتاجين والمنكسرين ، والأرامل والأيتام والمعوزين ، وأن يسخر أمواله لخدمة
دينه العظيم ، محتسباً بذلك الأجر عند من لا يضيع أجر المحسنين ، فها أنتم
تدعون لتنفقوا في سبيل الله ، فيا أهل الكرم والجود ، أنفقوا في شهر الخير
والجود ، ووالله إن الواحد منا لينفق أموالاً طائلة ،في أكل وشرب وكماليات
وشكليات لا تعود عليه بالنفع ، بل قد يكون ضررها عليه واضحاً جلياً ، فلا أقل
من أن يقدم الإنسان لنفسه ما ينفعه عند ربه ويكون في ظل تلك الصدقة والنفقة يوم
لا ظل إلا ظله سبحانه ، فكونوا قدوة لمن خلفكم ، قال تعالى : " هاأنتم تدعون
لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني
وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذه
البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا
وولاة أمورنا ، واجعلنا ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم
الراحمين ، اللهم سلم لنا شهر رمضان ، وسلمنا لشهر رمضان ، اللهم اجعلنا فيه من
الصائمين ، القائمين ، الذين يرجون رحمتك ويخافون عذابك ، اللهم أعنا فيه على
الصيام والقيام على الوجه الذي يرضيك عنا ، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً
فأرسل السماء علينا مدراراً ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، الله أغثنا ، اللهم
أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، ربنا
آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . سبحان ربك رب العزة عما
يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى
عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://denwedonya.yoo7.com
 
استقبال شهر رمضان 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» استقبال شهر رمضان 1
» استقبال شهر رمضان 2
» استقبال رمضان
» استقبال رمضان بقلب سليم
» إلى كل مسلم بعد رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات دين ودنيا :: القسم الاسلامى :: هل هلالاك يا رمضان-
انتقل الى: